عمر بن عبدالعزيز والشمعة
عمر بن عبدالعزيز هو واحد من الخلفاء الراشدين ويعتبر من أبرز القادة العادلين في التاريخ الإسلامي. ولد عمر بن عبدالعزيز في العام 63 هـ في المدينة المنورة، وكان يتميز بالحكمة والعدل والتقوى.
عندما تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة في العام 99 هـ، كانت الأمة الإسلامية تعاني من الفساد والظلم والاضطهاد. ولكن بفضل سياساته العادلة وقراراته الحكيمة، تمكن من إعادة العدل والمساواة إلى المجتمع.
أحد أبرز أعمال العدل التي قام بها عمر بن عبدالعزيز هو توزيع الثروة بشكل عادل بين جميع أفراد المجتمع. قام بإلغاء الضرائب الجائرة وتخفيض الأعباء المالية على الفقراء والمحتاجين. كما أنشأ صناديق تحت إشراف الدولة لدعم الفقراء والأيتام والمساكين.
واهتم عمر بن عبدالعزيز أيضًا بتطوير البنية التحتية للدولة. قام ببناء الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمساجد، وضمن حقوق الجميع في الحصول على التعليم والرعاية الصحية.
وكان عمر بن عبدالعزيز يتميز بالعدل في محاكمته للقضايا وحل المنازعات. كان يستمع إلى جميع الأطراف بعناية ويحكم بالعدل والمساواة. وقد عرف بقوله الشهير: “إني لأخشى أن يأتي يومًا وأنا ألقى الله وفي يدي رجل مظلوم”.
عمر بن عبد العزيز وحرصه على رعاية المسلمين
عمر بن عبد العزيز كان خليفةً عادلاً وحكيمًا، وكان يؤمن بأن العدل هو أساس الحكم. يعتبر عمر بن عبد العزيز رمزًا للأمانة والعدل في التاريخ الإسلامي. كان يتقي الله في رعاية المسلمين ويحرص على حفظ أموالهم ودمائهم. كان يراعي مصالح الأمة ويعطي كل شخصٍ حقه. حتى الشمعة التي أشعلها للرسول كانت تعكس حرصه على تقديم الخدمة والرعاية للآخرين.
عمر بن عبدالعزيز والشمعة
في إحدى الليالي الباردة، تلقى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز زيارة من رسول قادم من بعيد. استقبل الخليفة الضيف بكل حفاوة وأخذ يجلسه بجانبه، ثم أشعل شمعة كبيرة لتنير المكان. وقال للرسول: “أخبرني عن حال أهل بلدك وعن الأسعار وأبناء المهاجرين والأنصار وأبناء السبيل والفقراء”.
بدأ الرسول بسرد كل ما يعرفه عن بلده وأهله. وعندما انتهى من حديثه، نظر إليه الخليفة وسأله عن حاله الشخصي وأسرته. فقام الخليفة ومشى نحو الشمعة الكبيرة ونفخ فيها حتى انطفأت.
ثم دعا على غلامه قائلاً: “أحضر لي شمعتي الخاصة”. ولم يستغرق الأمر سوى لحظات حتى جاء الغلام بشمعة صغيرة لا تكاد تضيء ووضعها أمام الخليفة.
استغرب الرسول من تصرف الخليفة وسأله: “لماذا أطفأت الشمعة الكبيرة عندما سألتك عن حالك وأحوالك؟”
فأجاب الخليفة قائلاً: “الشمعة التي أطفأتها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن شأنهم وحاجاتهم. وعندما سألتني عن حالي وأسرتي، قررت أن أطفئ شمعة بيت مال المسلمين وأشعل شمعتي الخاصة وشمعة أهلي”.
هذه القصة تجسد عمق العدل والأمانة التي كانت تتحلى بها شخصية عمر بن عبد العزيز. فقد كان يعتبر العدل أساس الحكم ويولي اهتمامًا كبيرًا لشؤون المسلمين ومصالحهم. حتى الشمعة التي تعتبر أمرًا صغيرًا لم يستهن بها، بل رآها جزءًا من مال المسلمين وعندما سئل عن حاله الشخصي، قرر أن يستخدم ماله الخاص لإضاءة الشمعة.
إن عمر بن عبد العزيز كان قائدًا عادلاً وحكيمًا، وكان يتمتع بتقواه الشخصية وحسن تصرفه في الأمور المالية. رحم الله الخليفة العادل.
في ختام القصة، نجد أن عمر بن عبدالعزيز كان قائدًا عادلاً وحكيمًا، وكان يعتبر العدل والمساواة أساس الحكم. قام بتحقيق العدل في توزيع الثروة وتطوير البنية التحتية وحل المنازعات بالعدل. إن إرثه العادل لا يزال حاضرًا في الوقت الحاضر ويستحق الاحترام والتقدير.
رحم الله الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته.